الجراحة التجميلية للأنف أكثر العمليات التجميلية شيوعاً في إيران ولكن من الأسف الشديد رغم أنّ هذه العملية تتمّ فيها أكثر من أي بلد آخر ولكن المصادر الرئيسية للانتاج المعرفي والمؤلفات عن هذه العملية تتعلق بالدول الأجنبية. ولكن يجب الانتباه أنّ مقاييس الجمال تختلف في إيران والدول الأجنبية ثم الهيكل الأناتومي لأنف الإيرانيين يفرق تماماً معهم لأسباب عنصرية عرقية.
في الدول الغربية جمال الجسد أهم من جمال الوجه لذلك الجراحات التجميلية لأجزاء مختلفة للجسد (لاسيما الجراحة التجميلية للصدر) أكثر شيوعاً من غيرها ولكن علی عكس ذلك الايرانيون يهتمون بجمال وجههم أكثر من أجزاء أخری من أجسادهم. لذلك نری أنّ مستحضرات التجميل تستهلك في إيران أكثر من الدول الغربية وأكثر العمليات التجميلية شيوعاً في إيران هي العمليات التجميلية للوجه (لا سيما للأنف).
ثم شكل الأنف لدی الإيرانيين يشتمل علی تشوهات أكثر بالنسبة إلی العناصر الغربية. الأنف الإيراني محدّب (لأسباب عنصرية) ومقدم أنف الإيرانيين متدل مقارنة بالغربيين ثم المسافة بين مقدم الأنف من الوجه لدی الإيرانيين أكثر وكلّ هذا يؤدي إلی أن يتراءی الأنف أطول وأكبر. حيث أنّ الأنف أحد المرتكزات الأساسية لرسم الرسوم الكاريكاتيرية للأشخاص في المجلات الهزلية المصورة. (الصورة التالية)
لذلك حسب السببين المذكورين أعلاهما، يرغب الإيرانيون كثيراً في تحسين تشوهات شكل أنوفهم مستخدمين العمليات الجراحية ولكن هل هناك تشابهات بين ذوق الإيرانيين والغربيين في اختيار نوعية الأنف أم لا؟
أكثر الشعوب في الدول الغربية أبيض اللون وجلد أنفهم وأنسجته تحت الجلد رقيق جدّاً. (الأنف العظمي) لذلك هناك طبقة رقيقة من الجلد والنسيج تحته علی هيكل الأنف ولذلك العامل الرئيس لتحديد عرض الأنف هو هيكل الأنف (أي العظم والغضاريف). لكن لدی الإيرانيين الجلد والأنسجة تحته أكثر سماكة (ما يُسمی بالأنف اللحمي) ولسماكة الجلد أثر أكبر علی عرض الأنف.
قوس الأنف أمر ليس لها شيوع تذكر عند شعوب الدول الغربية بيد أنّ هذا القوس مؤشر رئيس للجنس الآري. النمو المفرط للحاجز الأنفي الداخلي يؤدي إلی نشوء قوس الأنف وانحراف الحاجز الأنفي. من الأحسن القول بأنّه في دراسة قمنا به أنا وزملائي عام 1387 هـ ش ونشرت نتائجها في مجلة “اتولارنكولوجي” الأمريكية يُثبت أنّ الشعب الإيراني يحتاج إلی عملية سيبتوبلاستية لإصلاح انحراف الحاجز الأنفي.
ولكن يجب ألا نغفل هذا الأمر أنّ الأوروبيين يعيشون في طقس رطب نسبياً وهذا سبب قلة تجفيف الأنف وقلة الشعور بالاحتقان. (في إيران أيضاً يشعر الذين يسافرون إلی المدن الإيرانية الشمالية يشعرون بأنّهم يتنفّسون أكثر سهولة.) لذلك تستخدم العضلات التي لها دور في تحريك الأنف قليلة. في إيران بسبب جفاف الطقس تُحدث احتقانات الأنف أكثر ويحتاج الناس إلی استخدام عضلات أنفهم بشكل أكبر لإزالة الاحتقان. وكلّنا نعرف أنّ لعضلات الأنف دوراً هاماً في نمو الأنف. (للمزيد من المعلومات عن دور عضلات الأنف في نموها، رجاء اضغطوا علی هذا الزر.)
علی عكس ذلك، الكثير من الإيرانيين لايرضون بالتغييرات الضئيلة هذه بل يرغبون رؤية أثر الجراحة التجميلية لأنفهم في وجههم بوضوح. لذلك نشاهد أنّ المريضة تطلب في أحيان كثيرة أشياء ستسبّب لها احتقان الأنف. (الصورة التالية)
هذه المريضة رغم أنّها راضية من شكل أنفها في اللقطة الجانبية ولكنهّا تشكو من أنفها في اللقطة الكاملة بسبب الرقة المفرطة لأنفها وعدم تناسبه مع غيره من أجزاء وجهها. إذ الطبيب الجراح السابق حاول جعل أنفها أكثر رقة وأدّی الأمر إلی أن تكون الأجزاء السفلی من الأنف (الخياشيم السفلی) أكثر رقة وغير متناسبة بالأجزاء الفوقية (الخياشيم العليا). وهذا الأمر يزيد في خطورة احتقان الأنف بشكل كبير.