مضاعفات حقن المواد الهلامية وكيفية علاجها

زمان مطالعه مطلب: 4 دقیقه

المواد الهلامية أم المالئة من أهم الأدوات المستخدمة في الجراحة التجميلية. تستخدم هذه المواد لملء الأجزاء المختلفة من الوجه والجسد. وبما أنّ هذه المواد تعتبر للجسم أشياء أجنبية فمن الممكن أن يتفاعل الجسد بردات فعل غير منشودة تجاه هذه الأشياء والتي نتناولها بشكل موجز ونشير إلی كيفية علاج ردات الفعل هذه في التالی:


عدوی المواد الهلامية ونشوء خراجات

وفق قانون شامل، إدخال أي شيء خارجي في الجسد يمكن أن يكون توطئة لنشوء العدوی لذلك لجميع المواد الهلامية خطر نشوء العدوی نظرياً ولكننا نری أنّ امكانية كلّ المواد الهلامي ليست علی السواء وهذا المقدار يعلو تارة وينخفض تارة أخری. امكانية العدوی في المواد الهلامية الدائمة مثل هلام باج والمواد الهلامية التي لم تحصل علی التأييدات الطبية عالية وكبيرة جدّاً. (الصور التالية)

 

مادام المواد الهلامية باقية في الجسد فمن المحتمل نشوء العدوی بحيث يمكن أن يصاب أحد طرفي الوجه بالعدوی رغم أنّ الجانب الآخر لايصاب بالعدوی أم يصاب في فترة زمنية طويلة الأمد. (الصورة التالية).

و في حال نشوء الخراجات لا يفيد استعمال المضادات الحيوية فقط في غالب الأحيان وتفريغ الخراجات أمر ضروري. يقوم الكثير من الأطباء هذا العمل بقص جزء من الجلد حيث من الأسف تبقی تشوهات سيئة في مثل هذه الحالات في مكان هذا القص للأبد أحياناً. ولكن يسعدنا أن نقول أنّ هذه الخراجات ممكن تفريغها من خلال الفم وكما نشاهد في الصورتين المذكورتين أعلاهما، فلن تكن هناك أثر من قص الجلد علی الوجه ويعود المريض إلی حالته الطبيعية تماماً.

تحرّك المواد الهلامية

بعض الأوقات لم يبق الهلام الذي تمّ حقنه في مكان الحقن ويتحرّك بمرور الزمن. في بعض الحالات لدی بعض المرضی ستتحوّل هذا الهلام إلی كيس يمكن لمس تحرّك الهلام بالضغط عليه. (الصورة التالية)

 

نشوء خشونات (حالة تراكمات عديدة) في مكان حقن الهلام

هذه الحالة يمكن مشاهدتها في مناطق الشفاة وتحت العيون والتي لها جلد أم مخاط رقيق. إذ من الأسباب الهامة الممهدة لنشوئها اختيار المواد الهلامية غير المناسبة. فرغم أنّ جميع المواد الهلامية المتاحة في السوق بإمكانها حدوث هذه المضاعفات بيد أنّ المواد الهلامية بكثافة عالية لاتتناسب هذه المناطق أصلاً ويجب الاجتناب عنها.

أما المواد الهلامية بكثافة منخفضة مناسبة لمناطق تحت العيون والشفاة ولكنه تبق لفترة قصيرة بسبب اجتذابها السريع. وهذا هو السبب الذي يدفع بعض الأطباء أن يقترحوا المواد الهلامية بكثافة عالية لطول أمد بقاء أثر الحقن أم يختار بعض المرضی الهلام الأكثر كثافة بوعي كامل.

ففي هذه الحالة تكون مهارة الطبيب مهمة جدّاً في نشوء هذه المضاعفات. ففي الحالات التي تكون خشونات مكان حقن الهلام لمريض شديدة يمكن القول أنّه إما أنّ المريض له تاريخ حقنات المواد الهلامية بشكل متكرر أم مفرط أو لم يكن لطبيبه الدقة أم التجربة الكافية لإرشاد المريض أم حقن الهلام فيه. مهما يكن من أمر يمكن القيام ببعض الإجراءات لعلاج المشكلة. نوصي أن يتمّ حقن الهلام في المرات القادمة بحذر شديد وفي مقادير منخفضة.

تفريغ الهلام أحد أكثر الطرق تأثيراً لإزالة هذه المضاعفات. ففي الحالات التي تكون الخشونات كثيرة يمكن أن تحتاج العملية لجلسات عدة. ثم يمكن استخدام طرق أخری مثل حقن الهيالورونيداز و(في هلامات حمض الهيالورونيك) التدفئة والتدليك الموضعي لمكان الحقن أيضاً.

 

الكدمات والتورمات بعد الحقن

إمكانية حدوث التورمات والكدمات واردة في كلّ حقن ولكن كلّما كانت مقادير الحقن اللازم كبيرة لاسيما في الهلامات بكثافة عالية، فنحن أمام تورمات وكدمات أكثر. ففي هذه الحالات يمكن للطبيب أن يحول دون حدوث التورمات والكدمات باتخاذ طرق خاصة إلی حدّ ما. فعلی سبيل المثال أحد طرق الحيلولة هذه استخدام الكانولا للحقن بدل الإبرة.

أكثر المواد الهلامية يتمّ حقنها بإبرة ولكنّنا نعرف أنّه كلّما كانت الهلامات أكثر كثافة نحن بحاجة إلی إبرة أكثر سماكة. فحدة رأس الإبرة تزيد من تمزّق العروق بشكل أكبر كما له تأثير كبير علی حدوث كدمات كثيرة. الكانولا شبيه بالإبرة ولكنّ رأسه لايكون حاداً وتخرج الأدوية من ثقبه الجانبي لذلك لاتصدم العروق بدخول الكانولا في أنسجة الجسد وهذا يقلّل من مقدار الكدمات بعد الحقن.

نشوء عدم التقارن في الشفاة أم غيرها من أجزاء الوجه

رغم أنّ باستخدام حقن الهلام يمكن تحسين بعض عدم التقارنات في الوجه بيد أنّ حقن الهلام نفسه بإمكانه أن يكون سبباً لنشوء عدم التقارن في الوجه أم في الشفاة.

فمن حسن الحظ يمكن رفع هذه المشاكل بسهولة. إذا يكون الوجه أجمل في الجانب الذي تمّ حقن الهلام فيه بشكل أكبر يمكن إزالة عدم التقارن في حقن الهلام في الجانب الذي حقن فيه هلام أقل. وإذا كانت مقادير الهلام الذي تمّ حقنه كبيراً في جانب وقليلاً في جانب آخر وكان الوجه في الجانب قليل الهلام أحسن وأجمل فمن الأجدر تفريغ قدراً من الهلام من المنطقة الأكثر بروزاً.

 

التورمات المؤقتة (أو المرحلية) في مكان حقن الهلام

هذه الحالة تحصل خاصة في هلامات حامض الهيالورونيك بشكل مرحلی لاسيما في الشفاة بحيث يتحوّل مكان حقن الهلام بشكل تراكمات صغيرة ومختلف تماماً عن الذي ذكرناه آنفاً. فمن الممكن أن يكون سبب هذه التورمات أمراض جهازية مثل الإصابة بالزكام أم تناول بعض المواد الغذائية. فمن حسن الحظ تكون الحالة هذه مؤقتة وتزيل المشكلة بشكل عفوي في كثير من الأحياان بيد أنّه تطول هذه الإزالة والتحسين العفوي لعدة أسابيع أم عدة أشهر لذلك في هذه الحالة يجدر بنا الرجوع إلی الطبيب لعلاج أسرع.

يجب الانتباه أنّ التورمات المؤقتة تختلف عن الحالة المذكورة أعلاها (حالة التراكمات المتعددة) كما أنّ طريقة علاجها أيضا مختلفة تماماً. فإذا التبست الحالتين بعضها ببعض ويتمّ العلاج بشكل خاطئ تسيء حالة المريض أكثر فأكثر.

 

الإبراز المفرط للشفاة أم الوجه بسبب حقن الهلام

يظهر أثر الهلام فوراً والتورمات والكدمات الناتجة عن حقن الهلام أقل بكثير. وأحسن علاج لهذه المضاعفات الوقاية السابقة والحيلولة دون حدوثها. بحيث إذا لا تعلمون المقدار الدقيق للهلام المحتاج به لشفاتكم أم وجهكم فمن الأجدر لكم حقن الهلام في مرحلتين أو ثلاث مراحل. بعبارة أخری قوموا بحقن قليل من الهلام في البداية وإذا تودّون حدوث تغييرات أكثر بإمكانكم إعادة الحقن بعد 3 إلی 4 أسابيع من الحقن الأولی

انتبهوا أنّ كلّ وقت مناسب للحقن دائماً وليس هناك أي مشكلة أو مضاعفات في الحقن ذي عدة مراحل. لذلك حاولوا المقاومة أمام إغراءات الأسرة والأقرباء أم الأطباء الذين يقترحون لكم حقن مقادير أكثر من الهلام.

و إذا أصبتم بمثل هذه المشاكل فلكم ثلاث طرق منطقية للعلاج وهي:

  • اصبروا لفترة تحليل الهلام. هذه الطريقة يمكن تطبيقها في المواد الهلامية المؤقتة فحسب أما في المواد الهلامية الدائمة فلن تتحسن ظروفكم بهذه الطريقة بل يمكن أن تسوء المشكلة بسبب الخراجات أم الالتهابات.
  • استخدموا من الأنزيمات المحللة للهلام أو دلّكوا مكان الحقن مراراً وتكراراً واحفظوها في ظروف دافئة (حقن الأنزيم يمكن القيام به في هلامات حمض الهيالورونيك فحسب)
  • فرّغوا قدراً من الهلام. يمكن لكم قص جزء من الجلد أم قص داخل الفم لتفريغ الهلام من الوجه. القص الجلدي يسبّب بقاء تشوهات علی الوجه فلن تكون النتائج مرضية تقريباً. في المقابل التفريغ من خلال الفم يجب أن يتمّ بواسطة طبيب ماهر محنّك أيضاً (و الذي يكون علی معرفة تامة عن أناتومية مكان التفريغ) كي لا تكون هناك مضاعفات علی عروق الوجه وأعصابه وعضلاته.

المضاعفات النادرة جدّاً

إضافة علی كل المضاعفات المذكورة أعلاها فمن الممكن حدوث حالات نادرة جدّاً (حالات تقل عن أصابع اليد في مستوی العالم) فلكلّ هذه الحالات علاجها الخاص. فمن حسن الحظ لا تشاهد هذه المضاعفات في كثير من الأشخاص كما أنّه يمكن للطبيب الحيلولة دون حدوث بعضها.

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 نظرات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x